أرشيف

رياح الاحتجاجات تهب على تونس

لا تزال المظاهرات قائمة في مختلف أنحاء البلاد منذ نهاية الأسبوع الماضي، نتيجة للاضطرابات التي تشهدها مدينة سيدي بوزيد والتي دخلت يومها العاشر. ولم تستثن هذه الموجة تونس العاصمة حيث اجتمع المتظاهرون للمرة الثانية منذ يوم السبت للتعبير عن غضبهم. أصبحت مدينة سيدي بوزيد بالوسط الغربي التونسي محط الأنظار ورمز التمرد منذ أن قام شاب بإضرام النار في نفسه يوم الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول. وقد تواصلت الاشتباكات بشكل يومي مع قوات الأمن التي أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين يوم الجمعة الماضي مما أودى بحياة أحد السكان. وفي خضم تلك الأحداث، أقدم شابان على الانتحار للتعبير عن رفضهما لظروف حياتهما المهينة، إذ تسلق الأول عمودا كهربائيا يوم الأربعاء بينما رمى الثاني بنفسه في بئر مساء يوم الأحد. هذا وقد امتدت أعمال العنف إلى المدن والمناطق المجاورة لتصل مساء الأحد 26 ديسمبر/كانون الأول مدينة بن قردان بالجنوب التونسي، غير بعيد عن الحدود الليبية. ورغم تجاهل السلطات التونسية الأمر، فقد واصل التونسيين متابعة الأحداث عن كثب من خلال شبكة انترنت أو عبر القنوات الإعلامية الفضائية. كما تتواصل الوقفات التضامنية مع سكان سيدي بوزيد في مختلف المدن التونسية لتأخذ كل مرة طابع الاحتجاج على سياسة الحكومة بشكل عام. وقد وافانا مراقبونا في تونس بتسجيلات لمظاهرة نظمت منذ بضع ساعات أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة. المساهمون لينا بن مهني “وقام رجال الشرطة بالاعتداء علينا ضربا بل ولم يترددوا في رمينا بالحجارة” لينا بن مهني مدونة وناشطة في تونس. كنا حوالي 500 شخص لكن رجال الشرطة كانوا أكثر عددا، اجتمعنا في ساحة محمد علي الحامي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل. كان من المفترض أن يتنقل الوفد عبر مختلف شوارع العاصمة إلا أن رجال الأمن حاصروا الساحة ومنعوا الصحافيين من الاقتراب. وقام رجال الشرطة بالاعتداء علينا ضربا بل ولم يترددوا في رمينا بالحجارة، الأمر الذي تسبب في جرح أربعة أشخاص مُنعنا من نقلهم إلى المستشفى. وكالعادة، فقد قامت الشرطة بالتقاط صور للمتظاهرين للتعرف عليهم وإيقافهم.”

زر الذهاب إلى الأعلى